بسم الله الرحمن الرحيم
في صحيفة الاهرام كتب الاستاذ / صلاح منتصر - مجرد راي :
44675 السنة 133-العدد 2009 مارس 31 4من ربيع الاخر 1430 هـ الثلاثاء
مجرد رأى
بقلم : صلاح منتصر
بل العرب الذين تخلوا...!
3 ــ لمدة30 سنة شاع أن السادات عندما وقع إتفاق26 مارس1979 مع إسرائيل, تخلي عن العرب وباع القضية الفلسطينية, في حين أن العرب هم الذين تخلوا عن السادات وجعلوا الاتفاق مع إسرائيل منفردا, وان بعض الفلسطينيين هم الذين ومازالوا يبيعون القضية لمصلحة جيوبهم!
إن العرب في77 لم يتركوا فرصة للسادات يحارب معركته مع إسرائيل, وإنما كانوا حربا أخري ضد السادات أسوأ من إسرائيل, ولنا أن نتصور ماذا لو كان العرب بدلا من موقف الحرب والهجوم والتخوين الذي إتخذوه في ذلك الوقت قد أعلنوا منح السادات فرصته وتأييده في أي إيجابية يصل إليها ومساندته ضد أي سلبية... من المؤكد أن النتائج كانت قد تغيرت كثيرا والأرض المحتلة التي إمتلأت خلال هذه السنين بالمستوطنات والمتغيرات قد عادت إلي أصحابها..
حتي لو كان السادات قد أخطأ في تصور البعض فقد كان خطؤه لمصلحة الهدف, وهو عودة الأرض والحقوق المغتصبة, وكانت المصلحة العليا تقتضي مساندته في نصف الكوب الخالي ليملأونه معه بدلا من أن يحاولوا تحطيم الكوب كله!
واليوم بعد30 سنة من يستطيع أن ينكر الرؤية البعيدة التي قامت عليها مبادرة السادات: من يستطيع إنكار أن إسرائيل كانت في77 حقيقة واقعة إعترف بها العالم وحملت كل القوي العالمية مسئولية أمنها وحماية وجودها, ومن يستطيع إنكار أن من يضع يده علي الأرض هو الأقوي, وأن الحرب قد حققت آخر ما تستطيعه في73 ولم يعد هناك غير السياسة, ومن يستطيع إنكار حتمية التفاوض لحسم أي صراع وإنكار ما سبق إليه السادات من إمتلاك أمريكا القوة السياسية الحقيقية, وأن ما قام به السادات في77 كان أول مبادرة في تاريخ العرب من أجل القضية بينما التاريخ العربي كله ردود فعل بلا نتيجة, ومن ينكر اليوم ما قاله السادات عام78 لوزير خارجيته المستقيل إبراهيم كامل مذكراته عن كامب ديفيد: إسألني أنا عن العرب فهم لو تركوا لشأنهم لن يحلوا ويربطوا وسيظل الاحتلال الإسرائيلي قائما إلي أن ينتهي إلي إلتهام الأراضي المحتلة دون أن يحرك العرب ساكنا غير إطلاق الشعارات ودون الإجماع علي حل!!
تلك كانت مقالة الاستاذ صلاح منتصر وانا اسال:
هل يمكن ان يترفع العرب عن خلافاتهم الشخصية ومناطحة الاصاغر للاكابر علي الزعامة البالية - ويحلون قضاياهم- هل نحن كشعوب يمكن ان نلعب دورا ؟؟
الاجابة اكيد عند الاجيال القادمة ان كانت مستنيرة .